نبدأ
قصتنا بقبل 24 ساعة من وقوع اعظم عذاب شهده البشرية, فماذا حدث في الليلة التي
سبقت الكارثة ولماذا امر الله لوط الا يلتفت وراءه ابدا لا يوجد إنسان مؤمن بالله لا
يعرف قصة لوط عليه السلام , المسلمين والنصارى وحتى اليهود كلهم يعرفون قصة نبي الله لوط , لكن دائما كان
تركيزنا على جريمة قوم لوط وعقوبتهم العظيمة التي نالوها نتيجة فسادهم وانحلالهم
,كلنا نحفظ كيف عذب الله قوم لوط لن قليل من يعرف كيف كانت الليلة التي سبقت
العذاب ,
تبدا
هذه الليلة عند احد الأنهار الواقعة قرب من مدينة سدوم عندما كانت ابنة لوط تملأ
وعائها بالماء حتى اقبل عيها ثلاث رجال لكنهم ليسوا كأي رجال أشكالهم لا تبت لأهل الأرض
بصلة فجمالهم يستحيل ان يكون كجمال البشر فصعقت ابنة لوط من جمالهم.
فسألها
أحدهم يا جارية هل من منزل؟ فهم يطلبون منها منزلا ليستضيفهم أو على الأقل تدلهم
على من يستقبلهم في بيته، لكنها ردت وبصوت عال اثبتوا مكانكم لا تبرحوا منه ولا تدخلوا
المدينة حتى أخبر أبي وآتيكم، هرعت ابنة لوط باتجاه أبيها والخوف يملأ قلبها
وصلت
لأبيها وهي تجري وتقول له ( ابتاه يريدك فتيان على باب المدينة
لم أرى مثل وجوههم قط ) فقال لوط قولا عندما سمع الخبر ذكره الله في القران الكريم
قال لوط هذا يوم عصيب لأنه استشعر الخطر الذي يحيط بهم , فهرع يجري عليهم وهو يردد هذا يوم عصيب وصل
اليهم وشاهد وجوها لن يرى مثلهم أنسان فسالهم من أين جاءوا ؟ وماهي وجهتهم ؟ لكنهم
سكتوا سكوتا غريبا وطلبوا منه ان يضيفهم فقط , حاصر الهم قلب لوط فهو يعلم وجود
رجالا بهذا الجمال في سدوم مخاطرة عظيمة فهو يعيش وسط قوم منحلين أخلاقيا قوم يأتون
الرجال شهوة من النساء قوم يفضلون إتيان الرجل عن المراءة فتخيل اذا شاهدوا رجالا
بهذا الجمال , استحى لوط ان يرد طلبهم بان يضيفهم لكنة أراد تحذيرهم وإيصال السالة
لهم وقال : والله لا أعلم بلدا على وجه الأرض أخبث وأنجس من هذا البلد .
لكنهم
غضوا البصر عن كلامة وتجاهلوه تماما، عاد لوط و حدثهم عن أهل المدينة وقال له انهم
خبثاء ويخزون ضيوفهم ويسفكون الدماء ويفسدون في الأرض لكن تجاهلهم لكلامه استمر .
لوط
حاول الجمع ما بين تحذيرهم وما بين كرم الضيافة فهو يريد إكرامهم فهو نبي ويتحلى
بصفات الكرم كباقي الأنبياء , لكن كل محاولاته التحذيرية باءت بالفشل استمر صمتهم
وتجاهلهم لكلامه وكأنهم مصرين على المبيت , فقال لهم امكثوا بأحدي البساتين
القريبة من المدينة حتى تغرب الشمس وتنزل العتمة واذا غربت الشمس يدخلهم بيته سرا
حتى لا يرونهم اهل المدينة .
مرت
الساعات وسقط الليل على المدينة وادخلهم
لوط بيته بدون ان يراه أحدا , لم يره أحدا من اهل المدينة ابدا وبمجرد ان وصلوا
الى بيت لوط عليه السلام وراتهم زوجنه خرجت متسلله مسرعة لأهل المدينة حتى تخبرهم
وتحدثهم عن جمال الثلاثة الذي بمنزل زوجها ,( اوه من الحريم ) فأنتشر الخبر مثل النار واحتشد الا لاف من
الرجال الخبيثين أمام منزل لوط طالبين لوط عليه السلام بالخروج خاف لوط وتسال كيف
عرفوا بالضيوف دور على زوجته مالقاها فعرف انها هي وزاد حزنا
ففكر بفكره وخرج على قومه وعرض بناته للزواج فهي ذي فطرة السليمة النساء
للرجال وهو يردد
اليس منكم رشيد اتقوا الله وانكحوا النساء وابعدوا عن الخطيئة كانت محاولة لأبعدهم
عن ضيوفه لكنها بائت بالفشل انتظر القوم حتى انتهى وقاموا يضحكوا وهم يطالبوا بان يخرج ضيوفه حزن لوط فليس بيده حيله أخرى دخل بيته واغلق
الباب بالقفل ووقف يسمع أصواتهم وضرباتهم
للباب وكلامهم الشاذ وفي ذاك الوقت كانوا
هادئين ولا يبدوا عليهم الخوف جالسين بكل وقار ولاترمش لهم عين خاف لوط من سكوتهم
وزاد إحساسه بانهم ليسوا بشر .
انساه
الشيطان ان يستند على ركن الله الواحد القهار قام الضيوف الى لوط واخبروه ان يستند
الى ركن شديد وهو ركن الله واخبروه انهم رسل الله وانهم ملائكة الله، وكان من بين
هؤلاء الضيوف جبريل عليه السلام وفجاءة كسروا الباب وتوجه القوم على الضيوف فأشار
جبريل بيديه ففقد القوم ابصارهم وصاروا يتخبطوا ويخرجون من
البيت بدلا من ان يدخلوه .
قال
تعلى ( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فدوقوا عذابي ونذر )
فامرت
الملائكة لوط بان يصحب اهله من المدينة الملعونة ويخرج ولا يلتفتوا خلفهم كي لا
يصيبهم كما يصيب القوم سيسمعون أصوات تفزع القلوب
وتزلزل الجبال عذاب مرعب , وقال لوط باقي زوجتي بالمدينة فأمروه لا تأخذها
معك لأنها من الكافرين .
سألهم
لوط 1متى يقع العذاب؟ اخبروه بان موعدهم الصبح وليس الصبح بقريب خرج لوط مع بناته
ولما ابتعد لوط امر الله تعالى فرجع جبريل على هيأته ب 600 جناح واقتلعهم بطرف
جناحه من جذروهم وكانوا سبعه مدن , فبعث الله السحاب لتمط ماء منهمر وتطهر الأرض من
رجسهم الى الابد ونكست الأرض على رؤوسهم ومحى القوم الى الابد , كان لوط يسمع
أصواتا مرعبه لم يلتفت ابدا وكان يذكر أمر ربه بأن لا ينظر وراءه ابدا .
انمحت
المدن بالكامل واختفت أسماءهم من الأرض وتذكرهم الأديان بانهم أصحاب ابشع الجرائم
على وجه الأرض ثم توجه لوط الى سيدنا إبراهيم واكمل الدعوة معه وساندة حتى الوفاة.
#قصص #تاريخ #قوم_لوط